أثبتت مواكب الدعم اللوجستي في تلبيتها لفتوى الدفاع الكفائي مدى تمسكها بالقضية الحسينية وامتداداتها، اذ اخذت المواكب الحسينية في عام الفين وأربعة عشر حتى العام الفين وسبعة عشر على عاتقها خدمة المتطوعين والمقاتلين وتوفير ما تحتاجه القطعات العسكرية في مختلف مناطق البلاد تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا.

منذ انطلاق فتوى الدفاع الكفائي في الثالث عشر من حزيران في عام الفين واربعة عشر، تأسست العديد من المواكب التي تقدم الدعم اللوجستي للمقاتلين في سوح القتال حيث كان لهذا البعد الإنساني دور كبير في دعم القوات الأمنية والحشد الشعبي في تحرير العراق من دنس العصابات الإجرامية وإعادة الحياة للمناطق المحررة التي عانت من بطش داعش الإرهابي.
لم يتحقق هذا النصر لولا تكاتف أبناء الحشد الشعبي والقوات الأمنية وقوافل الدعم اللوجستي التي برهنت للعالم أجمع بأن العراقيين تمكنوا من تحرير بلادهم من خلال استجابتهم لمرجعيتهم التي ارجعت للعراق هيبته وأمانه.
البعد الإنساني والإغاثي لجهود العتبات المقدسة كان واضحا وكبيرا، اذ قدمت العتبات الدعم اللازم للعوائل النازحة من مناطق القتال، وساهمت ايضا في احتضان تلك العوائل بعد أن استنفرت جميع طاقاتها وكوادرها لاستقبال النازحين وتوفير كافة المستلزمات والمتطلبات من خلال تشكيل لجان تتكفل بتوفير الدعم اللازم وتقديم المساعدات الضرورية للآلاف من الجرحى والنازحين والمتضررين.
المؤسسات الدينية والحوزة العلمية لها أثر كبير في التكافل الاجتماعي، ورعاية العوائل المتعففة والايتام وعوائل المجاهدين وشملت جهود المؤسسات جوانب مهمة، لعل أبرزها الاعانات المالية والعينية، وايواء العوائل من خلال بناء دور سكنية لهم او ترميمها، فضلا عن الجانب الصحي ورعاية المرضى من الايتام وذوي الشهداء والجرحى من المقاتلين المجاهدين الذين لبوا الفتوى المباركة هذه الفتوى نجحت في تحقيق هدف تنموي مهم وهو تحقيق التنمية بالمشاركة، تلك المشاركة الواعية والمؤثرة التي حققت اهدافا انسانية متجاوزة الكثير من الاطر الروتينية والاجراءات المعقدة التي قد تؤدي الى عرقلة تحقيق الامن الانساني، فضلا عن ضرورة تطوير تلك الجهود لمواجهة اي تهديد للمجتمع العراقي امنيا واقتصاديا واجتماعيا، او لمواجهة اي كوارث طبيعية يمكن ان يتعرض لها العراق في المستقبل.
محمد العطار .
.
كربلاء المقدسة